السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. والله أني أكتب رسالتي هذي وأنا ماعاد أقدر أمسك نفسي من البكا.
أنا مدري وش صار لي أحس حياتي تغيرت نفسيتي تغيرت من أحسن الى أسوأ ولا أدري وش السبب
أول كنت ماأشكي مشاكل كانت حياتي مرة صافية والحين المشاكل تجيني من كل مكان لدرجه أني حبست نفسي في البيت عشان ماأحد يدور علي زلة أنا أنسانة ماأتحمل الكلمة رغم أني ماأبين للي جرحني أنه جرحني كتومة
مشاكلي مع أبوي اللي يبي يدخل في حياتي وأنا متزوجة وزوجي اللي يبي كلمته هي الي تمشي يقصد أبوي لا يدخل بحياتنا أمي اللي أول ماكانت تشكي ولا تتكلم الا لي تغيرت علي علشان مشاكل زوجي وأبوي أمي طبعا جاءت مع أبوي
ومشاكلي مع أهل زوجي أسايرهم أنا طبعي قليلة كلام أخاف أقول كلمة وأجرح أحد او يفهمونها غلط ولا أحب أتكلم عندهم إلا بنفسي أخاف أتكلم في أحد وينقلون كلامي ويحرفون فيه
تعبت لأنهم يزعلون مني من غير سبب وأذا زعلوا جلست ببيتي ماأروح لهم وبعد أيام يرضون علي مع إني لا زعلتهم ولا أرضيتهم بس هالشيء تعبني وتعبت من جدة وخالات زوجي دائم يتكلمون فيني ويزعلون لو ماأجيهم يوم وراء يوم
أنا كثرت مسؤليتي انشغلت ولاأبيهم يزعلون وأذا رحت لهم مايسلمون علي زين ولا يسلمون على بناتي وهالشيء والله يتعبني ؟؟؟؟
ومشاكل زوجي مع زوج أختي أنتهت بقرارات زوجي إني ماأكلم أختي ولا أرد عليها لو أتصلت ..؟؟ الحين صرت 24 ساعة ضايق صدري الكلمة ماتطلع مني حتى زوجي مستحيل أشكي له لأنه ماينتفاهم معه صرت أسكت بس السكوت ذبحني
صرت ساعات أحس إني بموت ولا أحب بناتي يقربن عندي أدري إني أحس بقلق بس وش الحل الناس كثير من حولي وتعبت وعجزت من أرضي تكفى شوف لي حل وربي تعبت تعبت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي العزيزة ..
نشكرك جداً لاستعانتك بموقع المستشار الالكتروني وثقتك بالله أولاً ثم بنا كي نحاول سوية على وضع حلول لمشكلتك.
لديك العديد من الأمور المتشابكة مع بعضها وهذا سبب قلقك وضيقك وتعبك فلنفصلها قليلاً :
1) شخصيتك التي تميل للحساسة .
2) تدخل أهلك في حياتك .
3) علاقتك بأهل زوجك .
4) علاقتك بأختك .
ولو نظرت لكل مشكلة بشكل مستقل ستكونين قادرة بإذن الله على أن تشعري بالراحة وتستمتعي بحياتك .
عزيزتي ..أولاً :
- عليكِ بناء شخصيتكِ بحيث تكون شخصية واثقة قادرة على المواجهة , وبإمكانكِ ذلك فأنتِ بالتأكيد تمتلكين نقاط قوة في شخصيتكِ ابحثي عنها وأخرجيها فإن لكِ قيمة لابد أن تستشعريها أنتِ أولاً كي يشعر بها من حولكِ .
- نمي شخصيتكِ بالقراءة في السير والآداب – خصوصاً في سيرة الحبيب المصطفى وكتب تعزيز الثقة وتنمية الشخصية - فهذا يساعدك في معرفة شخصية من تتعاملين معه وكيف تتعاملي بطريقة أفضل، وتدرجي في تغيير ما ترين أنه خطأ و اعتدتِ صدوره منكِ خلال حياتكِ في بيت أهلكِ ،وسيلاحظون التغيير ويحذون حذوه وقد تجدين من يثنيكِ عن ذلك التغيير ويحاول إحباطكِ فلا تلتفتي عليه .
-اصنعي من نفسكِ شخصية قيادية ، الحكمة والحلم سلاحها ، والبسمة والكلمة الطيبة والدعوة الخالصة سهامها ، وحسن الظن والتفاؤل والرضا والصبر وقودها .
- من المهم أن تتناولي المشكلة بتفاصيل جديدة ،كأن تضعي برنامجاً خاصاً غير روتيني ، أي مختلف عن برنامجك الحياتي اليومي ولكن دونما أن تهملي الضروريات .
- انظري إلى ذاتك وقيمي نفسك لعل هناك ما تطمحين إلى تغيره أو تطويره وحاولي جاهدة أن تحققيه وبمرونة .
- إن العلاقات الشخصية لها دور فحاولي اختيار العلاقات الجيدة التي تنفعكِ في التغيير من الصديقات أو الأقارب .
- كذلك تعلم الذوقيات والآداب العامة والحوار ،لينفعكِ في تغيير شخصيتكِ إلى شخصية واثقة ومؤثرة .
- لا تنسي الجئي إلى الله بالدعاء بأن يوفقكِ في إصلاح ما ترينه من اعوجاج سواء في شخصيتكِ أو المقربين إليكِ .
ثانياً: بر الوالدين أمر أوجبه الله سبحانه وتعالى في عدة مواضع ،وهذا أمر معروف ولكن الآن لك حياتك الخاصة و مملكتك التي تعيشين فيها مع زوجك وأبناءك فلا تتداخل الأمور لديك في هذا الجانب أعط كل ذي حق حقة بما يرضي رب العالمين أولاً وضميرك ثانياً .
من الأمور المهمة في جمال العلاقة بين الزوجين هو احتواء مشاكلهما في حدود محيط غرفتهما الخاصة .. بحيث لا تخرج المشاكل هنا أو هناك حتى لأقرب الناس إلاّ بطريق الاستشارة الناضجة ومن حكيم عاقل من أهل الحكمة والرأي من الأهل أو بعض المختصين.
وتذكري يا غالية بارك الله فيكِ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحفظت فرجها ، وأطاعت زوجها ، قيل لها : ادخلي من أي أبواب الجنة شئت [ ،أي أن طاعة زوجك مقدمة على طاعة والديك ، تحدثي مع والديك بكل حب و تلطف وبيني مدى سعادتك مع زوجك وهذا بالتأكيد ما يتمناه كل والدين لأبنائهم وهذا لا يتعارض مع برهم والإحسان إليهم وصلة رحمهم .
ثالثاً : اكسبي زوجك وأهله:
- تحلي بالصبر ولا تحاولي أن تجادلي زوجك كثيراً في أمور تتعلق بأهله، ولا تفتحي حواراً بهذا الموضوع .
- عندما تودين الكلام مع زوجك في أمور خاصة اختاري الوقت المناسب عندما يكون مرتاحاً، وليس حين عودته من عمله مباشرة، ولا عندما يكون جائعاً، أو يريد أن يدخل الحمام، ولا حين يريد أن ينام.،فهذه الأوقات تزعج الرجل في حل المشاكل .
- عندما يكون زوجك غاضباً، لا تحاوريه، ولو تكلم بأشياء لا تعجبك، وحاولي عندما يجلس لشرب القهوة أو الشاي أن تكلمينه بما ترينه مناسباً .
- راعي ظروف زوجك المالية فقد تكون ضعف المادة سبب في عصبية الزوج
- لا تذكرين أهل زوجك أمام زوجك إلا بخير .
- حاولي أن تزورينهم بين الفينة والأخرى واحتسبي الأجر في صلة الرحم .
- حاولي في المناسبات أن تقدمي لهم الهدايا .
رابعاً:
عليك معرفة السبب الذي جعل زوجكِ يمنعكِ من زيارة أختك، و بعد التعرف على الأسباب التي أدت إلى هذا الأمر، فينبغي أن يكون هنالك قدر من المصارحة مع زوجكِ بأن تجلسي معه في هدوء ولطف في جلسة فيها من التودد والحب.
وتحاولي أن تتعرفي على الأسباب التي تؤدي به إلى هذه التصرفات، فهذه هي الخطوة الأولى وهي المصارحة ومحاولة التعرف على الأسباب وبهدوء وبدون انفعال حتى تصلي إلى النتيجة السليمة في هذا الأمر .
- محاورته بعدم الإنصات للغير، وأن هؤلاء هم الذين يسببون الخلاف بينكما.
- عليك أخذ الحكم الشرعي من الأشخاص المتخصصين في الأحكام الشرعية من العلماء؛ وذلك لتذكيره بالحكم الشرعي فيما يقوم به زوجك ، فهل يجوز شرعًا للزوج أن يمنع زوجته من زيارة أهلها أو أختها بالمعروف بغير عذر شرعي، ومعنى ذلك أن المرأة من حقها أن تزور أهلها... أن الله - جل وعلا - قد أمر بصلة الرحم.
أخيراً :غاليتي..
المرأة الذكية هي التي تستغل الحزن والقهر الموجودين بداخلها كطاقة هائلة لزرع شجرة حب رائعة بدلاً من البقاء صامتة وسلبية ومتقوقعة على ذاتها، ومستسلمة لتلك الصدمة ، تاركة الحزن يأكل قلبها، وأنتِ قادرة بإذن الله .
يقول وليم جيمس – عالم النفس الشهير – في معرض نصيحته لبعض طلابه : ( كونوا مستعدين لتقبل الواقع فالقبول بالواقع هو الخطوة الأهم لتجاوز أثر كل أزمة ) .
إن المشاعر بداخلنا هي التي تجعلنا نتصرف بسلوكيات محدده تجاه الآخرين .. خلصي نفسكِ من الأفكار السلبية وكوني مشرقة بأخلاقكِ .. ابدئي يومكِ بابتسامة الرضا بما كتب الله والوثوق بما عنده سبحانه .. فإن الرب - جلّ في علاه - عند ظن عبده به ..
وليكن شعاراً لكِ قول الحبيب صلى الله عليه وسلم : ((عَجَبًا لأَمْرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ ليسَ ذلكَ لأَحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ )) ، رواهُ مُسْلِمٌ ..
أسأل الله أن يوفقك لكل خير ويمن عليك براحة البال .
في انتظار أخبار رائعة منك إن شاء الله
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الكاتب: أ. رجاء عبد الله العرفج
المصدر: موقع المستشار